Les données historiques et géographiques sur Tebessa avant le déclenchement de la révolution algérienne
1.المجال الطبيعي:
1.1.أصل تسمية منطقة تبسة:
تنسب التسمية الحالية للمنطقة إلى
مدينة تبسة و التي اقيمت علي سفوح جبل الدكان شرقا .
و هذه الكلمة مشتقة من إسمها القديم تيفست، و تؤكد كل
المصادر التاريخية علي أن هذه الاسم أطلقه عليها سكانها الأصليون، فحسب الترجمة
اللوبية القديمة للكلمة فهي تعني
(اللبؤة).[1] و
إستمر استخدام هذا الاسم خلال التاريخ القديم، و تحرفت مع مرور الزمن ، بعد دخول
العرب في ألسنة العامة ، لتنطق
تبسة [2] .
ويعدها المؤرخون مدينة نوميدية المنشأ وأثبتت الدراسات الاثرية و
التاريخية، أنها أسست قبل العهد الفينيقي سنة 814 ق.م[3]، و أن أقاليمها المحيطة بها ضاربة في أعماق ما قبل التاريخ [4]، فناحية عين تروبية و بحيرة الارنب و ووادي هلال ووادي الكاهنة و بئر العاتر بمنطقة النمامشة تمثل مواقع اثرية
لإنسان ما قبل التاريخ [5].
وقد جاء ذكرها في امهات
الكتب التاريخية[6]. فوصفها " ياقوت
الحموي" صاحب معجم البلدان ، فقال "إن مدينة تبسة بفتح
التاء وكسر الباء وتشديد السين المهملة، هي بلد شهير من بلدان شمال إفريقيا تقع
بالقرب من مدينة قفصة إحدى مدن القطر التونسي"[7] .
أما في كتاب الحلل السندسية فقيل عنها ، " أن تبسة بفتح
أوله وكسر ثانيه وتشديد السين المهملة هي بلد قديم به آثار الملوك القديمة "
اما العلامة ابن خلدون فقد اكد ان
آثارها قد خرب أكثرها.[8]
كما جاء ذكرها كذلك في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، للشريف
الإدريسي باسم تبسة و في القرن الحادي عشر ، كتبها أبو عبيد البكري (تبسا) بالألف
حيث قال عنها "إنها مدينة كبيرة كثيرة الفواكه، مبنية بالصخر الجليل على نهر كبير كثير
الفواكه والأشجار لاسيما الجوز الذي يضرب به المثل لجلاله وكبره وطيبه. وفيه أقباء يدخلها
الرقاق بدوابهم في زمن الثلج والشتاء، يسع القبو الواحد ألفي دابة" [9] . مدينة تبسة تتكاثف بها الاشجار
و الفواكه خاصة الجوز المتميز بلذته و جودته[10] .
اما المؤرخ الاغريقي (غيسينيوس) فيشتق اسم تبسة من الكلمتين الفينيقيتين
(بيت أبسيت) ومعناها بيت الجفاف[11].
وقد اتخذها الفينيقيون مركزا هاما لرحلاتهم ومبادلاتهم التجارية، حيث يعود إستلاء
القرطاجيين عليها إلى حوالي 247 ق.م، ومدينة تبسة بها آثار قديمة للنوميديين والقرطاجيين والرومان
والبزنطيين والمسلمين ، و قد أطلق عليها الإغرق ، إسم (تيبيس) تشبيها لها بمدينة طابا
الفرعونية لكثرة خيراتها، ثم حرفها الرومان الى (تيفيسيتيس) ثم إلى (تيفاست)
لسهولة النطق.[12]
وبعد الفتح الإسلامي في حدود القرن الثامن الميلادي ،أصبحت تعرف باسم
(تبسة)،بفتح التاء، وكسر الباء مع تشديدها، وفتح السين مع تشديدها أيضا، وظلت هذه
التسمية ملازمة لها إلى اليوم. كتب عنها البكري قائلا "
وبعد دخول الفرنسيين أطلقوا إسم
المدينة على الإقليم الجغرافي الممتد من
الحدود الجنوبية لسوق أهراس و حتى منطقة
الشطوط إلي الشمال مع وادي سوف و من الحدود التونسية شرقا إلي وادي مسكيانة بعين
البيضاء وادي العرب بخنشلة و المحاذي لجبال
لجبال الاوراس غربا[13].
2.1.الموقع و الحدود الجغرافية لتبسة:
يقع الاقليم الجغرافي لتبسة في الجنوب
الشرقي للقطر الجزائري والذي كان تطلق عليه الإدارة الفرنسية إسم (الجنوب
القسنطيني) [14]، و هي محاذية للحدود
التونسية ، و تمتد بين دائرتي عرض 24
شمالا إلى 35
شمالا ، و خط طول 4 شرقا و 6 شرقا[15].
و يحد تبسة شمالا ولاية سوق اهراس حيث تمتد جبال سيدي احمد و سهل طاورة و جنوبا ولاية
وادي سوف ، حيث يقع شط ملغيغ و شط الغرسة ،
و يحدها شرقا الحدود التونسية علي مسافة 300 كلم
و من الغرب يحدها و لايتي أم البواقي و خنشلة .
و
يختلف الامتداد من الشرق إي الغرب
من منطقة إلي أخرى ، فيبلغ في اقصى الشمال من تبسة ، مسافة 50 كلم و يرفع الامتداد
إلي 180 كلم من مركز قنتيس بالقرب من
الحدود مع خنشلة غربا إلى الحدود التونسية
شرقا و يتراجع الامتداد إلي 64 كلم في
القسم الصحراوي لتبسة جنوبا مع وادي سوف [16]. و هو ما زاد في
اهمية موقعها و جعلها منطقة استراتيجية لكونها تشكل خط تقاطع بين التل الشمالي و
الجنوب الصحراوي [17].
و تربعها علي مركز طول الحدود التونسية شرقا و جنوبها ولاية وادي سوف ، و تبلغ
مساحتها الاجمالية 14227 كم² .[18]
1.3.التضاريس و المجاري المائية:
تشكل تبسة امتداد للهضاب العليا في
الجزائر بأقصى الناحية الشرقية و تتميز
تضاريسها بالتنوع و التباين ليشمل الاقليم التلى شمالا و الاقليم الصحراوي جنوبا و
تمثل الجبال 50.42 بالمائة من مساحة الرقعة الجغرافية للمنطقة في حين تمثل السهول
ما نسبته 36.70 بالمائة و 12.88 بالمائة
تمثلها الهضاب الصحراوية و المنخفضات و الفجاج و الاودية [19].
1.3.1.الجبال :
تنتشر علي السطح بمنطقة تبسة كتلتين
جبلتين متمثلتان في:
جبال النمامشة[20] : تقع في الجنوب و تمثل
ربع مساحة المنطقة و هي منطقة وعرة بسبب تكوينها التضاريسي ذي الرؤوس الجبلية
المسننة و الكتل الصخرية القاحلة و الشعاب الضيقة التى تتخللها شبكة من الوديان
المحصورة بين جرف بديعة المنظر.[21] و تمتد من
الأوراس شرقا بوادي العرب حتى الحدود
التونسية غربا[22]،و اعتبرها
العسكريون الفرنسيون ميدانا خصبا لحرب العصابات [23] ، ويصف الطيار كلوسترمان آخر طلعاته على جبال
النمامشة فيقول: "بعد الإقلاع من تبسة مر دورفال من خلال فجوة الدكّان، فوق
قصعة ثليجان، وارتفع حتى ثلاثة آلاف متر ، باحثا عن هواء بارد.. تحت عينيه ترتفع جبال
النمامشة على أعمدة متتالية.. هذه الكتلة الجبلية الرهيبة، ذات التضاريس المجوفة البارزة
، المزروعة بكثافة بشبكات من الأعشاب المعمرة الدموية اللون، وبتشابك شعابها الجبلية
المذهلة العجيبة التي تهز فكرة الإلمام بمسلسل الأبعاد... هذه الهضبة العظيمة الخالية
من الترحيب والاستضافة، المطوي سطحها قليلا، المرتكزة على الكتلة الخضراء للأوراس،
والمسيطرة جنوبا بارتفاع ألف متر قائمة عموديا على الصحراء الممتدة بحماداتها إلى ما
بعد الأفق، والمنغمسة في ضباب جاف".[24]
و قد كانت كانت
جبال النمامشة بتبسة خلال الحرب العالمية الثانية تمثل قاعدة استراتيجية لانطلاق
قوات الحلفاء لتحرير تونس في 25 نوفمبر 1943 عبر :
1.
محور الجبل الابيض – بنزرت
.
2.
محور وادي الزرقة –
الجديدة حيث انطلقت المدرعات الامريكية
باتجاه تونس العاصمة.
3.
مطار تبسة العسكري و
الذي اتخذته الولايات المتحدة قاعدة تحت رئاسة الجنرال فريدندال (Fredendall)[25] لإنطلاق طائراتها .[26]
و
اهم السلاسل الجبلية بالنمامشة :
·
مرتفعات تروبية :و اهم جبالها جبل
تادينارت (1200م) على الحدود مع عين البيضاء و جبل كاملال (1376م) و جبل سردياس
(1426م) و الذي تنتشر به الكهوف و المغارات و الاودية ، وجبل السطيح بالقرب( 1500م)
من قريقر و جبل القعقاع (1200م) حيث يعتبر نقطة اشتراك مع مرتفعات تبسة شمالا[27].
·
مرتفعات ثليجان و اهم جبالها و سيف ( 1377م) و جبل الجرار 1268م و جبل الزورة ( 1420م) و
جبل تازربونت ( 1524م) و جبل قعور الكيفان
( 1300م) و جبل أرقو ( 1315م) و الذي يقطعه وادي هلال و به كوف تمتد لمئات
الامتار في باطن الارض و منها شقة اليهودي و التى كتب عنها كثير من ضباط الجيش
الفرنسي[28].و جبل الجرف الذي يشبهه العسكريون
الفرنسيون بقلعة وادي هلال الحصينة و الواقعة وسط الصخور المفتتة و العملاقة
التي يتجاوز اقلها قوس النصر.[29]
·
سلسلة الجبل الابيض: يعتبر اعقد السلاسل الجبلية بالنمامشة حيث يقطعها خمسة اودية دائمة الجريان
(وادي قنتيس و وادي الكاهنة ووادي البل ووادي مسحالة و ووادي المشرع و وادي
الجديدة) و قد وصفها العقيد كاليت في كتابه شتاء بتبسة بأنه القلعة القوية
للثائرين ، فعندما تشاهد الجبل الابيض بالنمامشة تفهم جيدا الصعوبات التي يمكن ان
تواجهها ميدانيا . [30]
و اهم قمم الجبل الأبيض ، شعبة الخرشف . وشعاب وادي
مسحالة الشهيرة وجبل البياضة و
سطحة دور البي[31]. و يتوفر هذه السلسة الجبلية على عشرات المغارات الباطنية و الكهوف
العميقة ، كداموس الحجير الذي يمكن ان يأوي
مئات الافراد و الاف الحيوانات ومنها الجمال و قطعان الماشية و كان ملجأ
لإنسان ما قبل التاريخ و شعبة الخرشف و كهف الكرمة و قد اتخذها
(ج.ت.و) مراكز و قواعد لتموين الولايات الداخلية طيلة ايام الثورة و خاصة الولاية
الاولى التاريخية .[32]
ب. مرتفعات تبسة شمالا : تمتد الى الشمال
الشرقي باتجاه سلسلة جبال خمير على الحدود التونسية و اهم جبالها :
-
سلسلة جبال الدكان و هي جبال غابية كثيفة
الاشجار و تمتد بها جبل انوال " 1591 م و هي منيعة و مليئة بركام الصخور و المنحدرات و
الشعاب المشجرة و الكهوف الصخرية منها داموس الكاف لحمر " و جبل العنبة و جبل بوجلال (1440م) و جبل
المستيري و جبل بورمان الذي [33].
- سلسلة جبال الدير ( 1517م) الذي
يتربع على مساحة ، طولها 40 كلم في 50 كلم و يحيط بها مجموعة جبلية ، من الشمال
(جبال ظهر ونزة و قلعة السمان ) وغربا
(جبال بوجابر و الكويف ) و شرقا ( جبال مزوزية و بلكفيف و حلوفة ) و جبل الزيتونة شمال مدينة تبسة 1325م [34]، و
تشترك مع جبال النمامشة عبر السلسة الجبلية ( القعقاع المرتبط بجبل المستيري و جبل
تروبية و جبل سردياس الذي يمتد لجبل حلوفة ).[35]
خريطة تمثل تضاريس تبسة و موضع الجبال على الرقعة الجغرافية[36]
1.الجبل
الابيض 2. جبل أم الكماكم 3. جبل العنق 4.
جبل غيفوف 5. جبل وادي مسحالة 6. جبل الجديدة ( بين خنشلة و تبسة) 7. جبل قنتيس 9.
جبل الجرف 10. جبل الفوة 11. جبل الدرمون 12. جبل أرقو 13. جبل الجرار 14. جبل
تازربونت 15. جبل الزورة 16. جبل بوكماش (
ثليجان) 17. جبل تروبية ( سردياس)
18. جبل الدكان (جبل العنبة و المستيري) 19. جبل بوجلال 20. جبل انوال 21.
جبل الحوض 22. جبل القعقاع 23. جبل مزوزية 24. جبل ظهر ونزة ( سيدي احمد) 25. جبل
حلوفة ( المسلولة) 26. جبل
بوربعية 27. جبل الجابرية (بجن) 28. جبل
الشعانبي 29. جبل النقب و
المندرة(تونس) 30. جبل قعور الكيفان
1.3.2.السهول:
وتتمثل في :
أ.
سهل قساس: يقع هذا السهل وسط
المرتفعات الجبلية ففي الجهة الشمالية يحده جبل تادينارت و بجن و في الجهة الشرقية و الجنوبية جبل الزورة و
المزرعة و الغرب يحده جبل البسباس ، و يتراوح ارتفاعه ما بين 800 و1000، يضم أراضي
خصبة وتنتج محاصيل هامة من القمح والشعير عندما يكون العام مطيرا.
ب.
سهل مشنتل: و يمتد جنوب جبل
القعقاع حتي مرتفعات ثليجان شمالا و به تقع مدينة الشريعة و اهم اجزئه ، منطقة
تازوبنت و تروبية و بوشقيفة و ذراع فايزة
و مشنتل و عبلة و أهم سهول منطقة تبسة وأوسعها و ارتفاعه 1089 م ويمكن تشبيهه
بغربال واسع تتجمع تحته الأمطار لا يحتفظ بشيء منها على السطح ، وموطن لزراعة
القمح والشعير وله أهمية كبير منذ القدم و ذلك لوجود آثار تجمعات قروية قديمة تعود
للفترتين الرومانية والبيزنطية.[37]
ت.
سهل ثليجان: ذو تربة خصبة.يقع إلي
الجنوب من الشريعة و يجري فيه وادي ثليجان جنوبا ليصب في وادي المشرع
ث.
سهل بحيرة الأرنب: امتدادٌ لسهل ثليجان
شمالا و ارتفاعه (1990)إلى جانب سهل بئر
العاتر وسهل برزقان[38]
وسهل سوكياس وهي سهول قليلة الخصوبة مقارنة بسابقتها[39].
ج.
حوض مجردة: الذي يمتد شمالا على
مساحة 627.50 هكتار ويشمل بلديات ونزة ، المريج، عين الزرقاء، العوينات، يوخضرة،
مرسط، بئر الذهب، الحمامات، بكارية، الكويف، بولحاف الدير.
ح.
حوض شط ملغيغ: يمتد إلي الجنوب من
جبال النمامشة و هو عبارة عن امتداد للهضبة الصحراوية لوادي سوف من الجهة الشمالية[40]
.
1.3.3.الاودية: تنتشر علي الرقعة
اجغرافية بتبسة عشرات الاودية و الابار المائية
غير ان هناك مجاري مائية دائمة الجريان و التي تتغذي علي امطار الشتاء، و
كانت خلال الثورة ميدان للنشاط العسكري لطبيعة تكوينها و انحصارها بين القمم
الجبلية و من اهمها:
أ-
و ادي ملاق : يشكل من التقاء وادي
شبرو ابلرب من تبسة شمالا و المنحدر من جبل الدكان و وادي مسكيانة الذي ينبع من
جبل حلوفة جنوبا و يتجه نحو لعوينات و وونزة حيث يتشكل و ادي ملاق و الذي يصب في
الاراضي التونسية شرقا .[41]
ب- وادي هلال : يشق جبال النمامشة و يتجه جنوبا إلي الصحراء [42] و
ينطلق من الشريعة جنوبا باتجاه جبل الزرعة حيث يمر علي جبل ارقو و جبل الجرف و و
ينقسم إلي وادي مسحالة غربا و وادي جارش شرقا و يصبان في منطقة تسمى الميتة غرب
قرية فركان[43]
.
ت- وادي فنتيس و يتكون من التقاء عدة اودية من جبل البغيلة و البطين و بوزخنين باتجاه
جبل قنتيس و به عدة معاصر رومانية و يتجه جنوبا ليصب في وادي الجديدة [44]،
و كان خلال الثورة منطقة استراتيجية للانتقال من الاوراس نحو جبال النمامشة
إلي جانب عدة
اودية ، ومنها ودي سردياس ، بتروبية و واد العاتر و وادي سوكياس و واد الابل وادي
الكاهنة و وادي المشرع ووادي الزرقة [45]
و تتوفر علي عدد
من عيون الماء و الأبار و الغدران و العقلات [46]،
يستفيد منها السكان في التزود بالماء لهم و لحيواناتهم منها و ما يعود لبداية
احتلال تبسة و ما قبلها و أهمها ، بئر
العطوش في سهل بحيرة الارنب وبئر
الدواميس بالقرب من الشريعة غربا و الماء
الابيض وعين تروبية في الشمال الشرقي من
بئر مقدم و عين غراب في شمال قنتيس و بئرالعقلة المالحة و عقلة الشحم بالقرب من شط
الغرسة و عقلة قساس جنوب الشريعة و يئر العاتر الذي به قبر الكاهنة .
يعود الاستقرار البشري بمنطقة تبسة الحالية لعصور ما قبل التاريخ[48]
، فقد دلت الابحاث الاثرية بوجود الانسان
في نواحي تروبية و بحيرة الارنب و الجرف إلي ما قبل العصر الحجري الاول و
تمثل الحضارة العاترية ، أول حضارة نشأت
بمنطقة شمال افريقيا ، نسبة لاسم المكان الذي اكتشفت فيه لأوّل مرّة و هو مدينة
بئر العاتر ، و الواقعة جنوب ولاية تبسّة ، التي
ترجع إلى حوالي 100 ألف سنة قبل الآن .[49] و قد تعرضت المنطقة لعدة حملات خارجية كانت
عملا في تطور الاحداث بها و اثرعلي الوقع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بها حتى
وقتنا الحاضر تمثلت :
2.1.الغزو القرطاجي : تمكن القرطاجيين في عام 250 ق.م ، من غزو
المدينة الاهلية تيفست خلال الحرب البونية الثانية[50]،[51]
كما ذكر المؤرخ الالماني مومسن(Theodor Mommsen)، ولم يستمر إحتلالهم لها سوى
خمسين سنة [52] .
و في نهاية حكم القرطاجيين أصبحت ضمن ممتلكات المملكة النوميدية و سرعان ما انقسم
اقليم تبسة شمالية موالية للثائر تاكفاريناس و ماسينيسا ، كما شاركت قبائلها في معركة زاما
(202 ق.م) بسهل حيدرة التونسي بالقرب من تبسة شرقا.[53]
2.2.الاحتلال الروماني: قررت روما في عهد
الامبراطور تيبريوس ، ضم المناطق الداخلية من البلاد الافريقية ، فكانت البداية
باحتلال مدينة تيفست (تبسة) من طرف الفيلق الثالث الاغسطي (3éme Légion augustin)[54]،و
اتخذها مقرا لتوسيع نفوذ الامبراطورية الرومانية نحو جبال الاوراس و اقامة قاعدة تيمقاد.[55] و
أنشأ الرومان عدة مواقع عسكرية لتامين المستعمرات الريفية بجبال النمامشة من هجمات
قبائل الجيتول كحصن أدماجوريس (نقرين) و الذي كان احد موقع خط الليمس[56] (Limes)[57].
2.3.الاحتلال الوندالي و البيزنطي لتبسة: في عام 429 تم احتلالها من طرف القائد الوندالي جينيسريك (Genséric) عن طريق
عنابة و أنشأ الوندال مستوطنة في بئر العاتر جنوب تبسة مازالت تحمل بقايا أثارهم و
المعروفة عند الاثريين بالأستراكا ( Les Ostrakas)[58]. ويتضح
من التركيبة المرفولوجية لسكان نواحي النمامشة انها شبيهة بالعناصر الجرمانية التي
ينحدر منها الوندال ، خاصة عند عرش أولاد العيساوي و عرش و اولاد لمرة من فرع
العلاونة و عرش اولاد حميدة من البرارشة من حيث لون البشرة و العيون و ضخامة الجسد
[59] .
في عام 533 تمكن البيزنطيون عن فرض سيطرتهم على اقليم المنطقة ، و انشأؤوا
الصور البيزنطي القائم حتى وقتنا الحاضر كمعلم على هذه الفترة ، و دام حكمهم حتى
القرن السابع ميلادي بتبسة.[60]
2.4.بعد الفتح الاسلامي :دخلها العرب تحت قيادة عقبة بن نافع في عام 45 هجرية قادما من القيروان .[61]
غير أن الملكة البربرية الكاهنة التي اتخذت من سهل تازبنت مقرا لعملياتها و تمكنت
من هزيمتهم علي ضفاف وادي مسكيانة بين خنشلة و تبسة و لكنها سرعان ما اندحرت إلي
جبال النمامشة و لقيت مصرها علي يد الفاتحين العرب سنة 700م ، بالقرب من بئر العاتر
جنوب تبسة [62]، واهم ما يميز الفترة
الاسلامية من تاريخ تبسة هو الهجرات الهلالية التي مرت بالمنطقة في القرن العاشر
ميلادي و التي كانت عاملا في التزاوج بين العرب و الامازيغ بالمنطقة بعد استقرار
بعض القبائل العربية بوادي هلال و الذي مازال يحمل اسمهم إلي يومنا هذا ، و يبدو
ان التركيبة الاثنية السائدة بالمنطقة اليوم تعبر حقيقة عن ذلك ، فهناك اعراش من
النمامشة ، كالبرارشة بها فروع يتكلمون الشاوية بينما فروع اخرى ، تتكلم الا
العربية ، كعرش والاد محبوب و اولاد حميدان و اولاد سعيدان و اولاد خليفة و اولاد
مسعود الناطقين بالعربية ، بينما أعراشُ الزرامة
و الفراحنة و اولاد عمر ، يتكلمون الشاوية بالرغم من الاصل الواحد للبرارشة و في حين عرش العلاونة و اولاد رشاش
يتكلمون الشاوية .[63]
2.5.تبسة خلال فترة الادارة العثمانية : مع نهاية
القرن 16 ميلادي دخلت تبسة تحت وصاية بايلك الشرق للادارة العثمانية ، و نصبوا
حامية صغيرة مؤلفة من أربعين انكشاري تحت وصاية قائد محلي يعين من اعيان المدينة
لضمان مرور قوافل التجارة الحجيج من قسنطينة نحو تونس و تحصيل الضرائب من السكان
بواسطة فرسان المخزن من قبيلة اولادي يحي
بن طالب[64] ،
الحليفة لبايات قسنطينة [65]، و
قد شهد اقليم المنطقة ثورة الحنانشة عامي 1637م و 1729م[66].
و كانت قبيلة النمامشة و اولاد سيدي عبيد الموالية لها ، التى تتخذ من
المنطقة الجنوبية لتبسة مواطن لها من اكبر القبائل المتمردة على سلطة بايات
قسنطينة ،[67] فشهدت كثير من حملات
التأديب كان اهمها:
1/ حملة شاكر باي
قسنطينة عام 1817 على عشائر
النمامشة هذه الأخيرة إلى مغادرة مواطنها
قبل وصول الجند المهاجم مما اضطر الباي إلى الانتقام من قبيلة أولاد سيدي عبيد[68] .
2/
حملة إبراهيم بن على باي قسنطينة سنة 1822 على قبائل النمامشة و تمكن من سلب 4000 رأس
من الغنم [69].
2.6.الاحتلال الفرنسي لإقليم تبسة: حسب بيار كاستل فإن
سكان مدينة تبسة و قبيلة اولاد يحي
العربية عانت بعد خروج الحامية التركية نحو تونس من هجومات قبيلة النمامشة
البربرية على ممتلكاتهم و مزارعهم المحيطة
بالمدينة و هو ما دفعهم الى مراسلة قائد الحملة على قسنطينة للقدوم لتوفير الامن [70]. و اتجه الجنرال نقرييه (Négrier) نحو مدينة تبسة لاحتلاها[71] قادما من الحدود مع بلاد
الحركتة ونصب معسكره بمنطقة عين ببوش جنوب الشريعة في 19 ماي 1842 [72]، وحسب تقرير الجنرال "دي نفري" عن حملته على تبسة، والذي رفعه
إلى قيادته العليا في 2 جوان 1842م فإنّ دخول القوات الفرنسية المدينة ورفعها الراية الفرنسية بدلا من الراية
الجزائرية فوق أسوارها قد "تم من دون أدنى مقاومة تذكر" ..[73] و أثناء مغادرة دو نقريي تبسة في
3 جوان ومعه مفاتيح المدينة القديمة ، نصب له الشيخ الحسناوي بن بلقاسم حليف احمد
باي ، كمين مع مجموعة كبيرة من الفرسان يتراوح
عددهم ما بين 500 و 600 وعلي بعد سبع فراسخ من تبسة بجبل الكوادير بالقرب من فج بشعود الكبير (Bechaoud) و كانوا من قبيلة النمامشة[74]
.و كانت هذه اول مواجهة بين الفرنسيين و سكان تبسة .[75]
و في 11 جوان 1845 نصب النمامشة كمين
للحامية الفرنسية المكلفة بجمع الضرائب
بخنقة سيدي ناجي و استولوا علي الاموال التي كانت موجهة للجنرال بيدو (Bedou)
و هي نفس الطريقة التي كان يسلكونها مع بايات قسنطينة .[76]
و في مارس 1846 اجتمع النمامشة مع مقاوم من
تونس ( مولاي احمد ) و اعلنوه شريفا عليهم ، فقررت فرنسا تجهيز حملة علي تبسة
بقيادة الجنرال راندون في 29 ماي 1846 ،غير ان احد الفرق العسكرية (الفرقة
الصبايحية الثالثة) و المكونة من 5 فرسان و 100 جندي عند وصول هل عند منطقة واد
أوكل شرق جبل بلكفيف ، تم ابادتها من طرف قبيلة الورفلة[77] .
احد فروع قبيلة اولاد يحي بن طالب .و لذلك تراجعت الحملة عن اخضاع قبيلة النمامشة
و هو ما يؤكد ان هناك تنسيق يبن الاعراش في هذه المرحلة في مواجهة الاحتلال بتبسة
.
و في 30 مارس 1846 وجهت فرنسا حملة علي قبيلة
النمامشة من جديد لإخضاعها و سلكت الطريق التالي: - لعوينات – الطرشية– رفانا –
عين الزقيق – الدكان – عين الجدور – واد مهوين- بئر العاتر- عين فوريس- الدرمون-
فم المطلق – عين الرقادة- واد شبرو- تبسة-[78].
و في عام 1851 تم التنظيم الاداري لإقليم تبسة تحت اسم ، الحوز ( Cercle de Tébessa) بتقسيمه لخمسة
قيادات :
1/ قيادة البرارشة و العلاونة
2/ قيادة اولاد رشاش
3/ قيادة اولاد سيدي يحي بن طالب
4/ قيادة تبسة المدينة و انشأ بها مكتب الشؤون الاهلية لحوز تبسة
5/ قيادة فركان – نقرين في الجنوب .[79]
و في اكتوبر 1853 قام احد الاشراف و يدعي عمار بن قديدة بثورة ضد
الفرنسيين و جمع اتباعه من اهل الناحية و لاسيما البكارية و الحراكتة و اولاد سيدي
عبيد ، و هاجم مراكز العدو ، غير الفرنسيين تمكنوا من اخماد ثورته .[80] كما
ظهر مقاوم من تونس يحمل اسم احمد بن جدو كما جاء في تقرير قدمه قائد عرش البرارشة احمد شاوش لحاكم تبسة عام 1853 :
"إن المسمى احمد بن
بنجدو و الشابي من عمالة تونس القاطنين بتبسة يخرج لعروش اولاد سي يحي بن طالب و
يشوش في العربان ، و يقول لهم أبشروا بنصر الدين و تهيؤا لقتال الفرنسيس الكفار و
ان الترك قادمين لنصرة الدين " .[81]
و هو ما يؤكد ان هناك تنسيق بين التونسيين و الجزائريين في مقاومة
الاحتلال الفرنسي كما وقع خلال الثورة التحريرية بمنطقة تبسة
و قد أقدم النقيب أليقرو سنة 1953 بإعادة تنظيم الاتحاد القبلي
للنمامشة[82]
، و ذلك بتقسيم القيادات إلي مشيخات و كل مشيخة
تحت اشراف قائد محلي ، بالعلاونة بهم أربعة مشيخات و البرارشة (4) و اولاد
رشاش ( 3)، بهدف تشتيتها كون تحركاتهم غير واضحة
خاصة التزاماتها مع الادراة
الفرنسية في دفع الضرائب [83] .
و في عام 1871 ثارت قبيلة النمامشة [84] ،
ضد الوجود الفرنسي من جديد و بايعت اغلب اعراشها حفيد الامير عبد القادر الجزائري
محي الدين و ناصر بن شهرة القادم من واحة وادي سوف و خاضوا معه معارك بجبال
النمامشة و اتخذوا من راس العش مقرا لعملياتهم العسكرية و اقدمت القوات الفرنسية
من تدمير زاوية سيدي عبيد بقنتيس و استخرجت رفاة الولي الصالح و احرقتها و
ذرتها مع الرياح [85].كما
اصدرت الحكومة قرار في 31 مارس 1871يقضي بمصادرة اراضي احدى عشر قبيلة بتبسة شاركت
في الثورة و ضمها إلي ممتلكات الدولة وفقا للأمر 31 اكتوبر 1845.[86]
و عام 1885 تم ترقية حوز تبسة إلي بلدية مختلطة تظم 14 دوار ممثلة في
دوار رفانة و تازبنت و تروبية و السطح و سيدي عبيد و الماء الابيض و بحيرة الارنب
و الشريعة و المزرعة و قريقر و فركان و نقرين و بجن و اولاد رشاش.[87]
كما تم اقتطاع شمال تبسة و تكوين بلدية مرسط المختلطة و المشكلة من دوار بوخضرة و
لعوينات و الكباريت و بلكفيف و قوراية و حلوفة و بكارية [88]
و مع بداية القرن العشرين شهدت تبسة امتدت
ثورة الاوراس سنة 1916 نحو جبال النمامشة .[89]
4.الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية بتبسة قبل اندلاع
الثورة :
بلغ عدد سكان تبسة بأجزائها
الشمالية و الجنوبية حسب الاحصائيات الفرنسية لسنة 1858، ما يقارب 27700نسمة و
ارتفع سنة 1866، لحدود نسمة 35500 نسمة و تراجع في عام1871 إلي 19300، بسبب المجاعات التي مست المنطقة و هذا
بفعل الجفاف و القحط و انتشار الامراض حيث تم احصاء مقتل 127 بمدينة تبسة لوحدها
وانتفاضة قبيلة النمامشة التي قادها ناصر بن شهرة و حفيد الامير عبد القادر محي
الدين ، و سرعان ما تزايد عدد سكان
الإقليم ، ليبلغ في سنة 1877 حدود 26500
نسمة، و مع بداية القرن العشرين (1906)
وصل تعدادهم بتبسة ، 39550 نسمة [90].
وحسب إحصاء الحكومة العامة للجزائر فإن
سكان الاقليم شهد تزايد متسارع في تعداد السكان بين سنوات 1936 و حتى قيام الثورة
الجزائرية منطقة تبسة ( بلدية تبسة المختلطة وبلدية مرسط كاملة الصلاحيات ، فكان
في سنة 1936 تعدادهم 88366 نسمة منهم 2147
فرنسي و اوربي و هو ما يعدل 2.43 بالمائة من السكان ، في سنة 1954 وصل عدد سكان
الاقليم 152680 نسمة منهم 2302 ، حيث شكلوا 1.51 بالمائة من السكان [91] .
فعلي الرغم من تضاعف عدد السكان بتبسة
خلال عام 1954 ، مرتین ونصف عما كان عليه في سنة 1936 . دون تحسن الوضع
الاقتصادي لغالبيتهم، وأبقى على ضعف موارد 78 % منهم ممن كانوا یعیشون على الفلاحة[92] ، و إلى غایة سنة 1954 ، كان أكثر من ثلثي هؤلاء
السكان لا یزال یعیشون في مرحلة الاقتصاد الريفي المعيشي . [93]
وساعدت المناطق الشمالية من تبسة ،و التي سیطرت عليها الصناعة الإستخراجیة
على تثبیت العدید من القرویین بشكل دائم، داخل شبكة قرى استیطانیة، ومدن صغیرة،
ومتوسطة مثل الونزة، وبوخضرة.[94] و يعود ذلك إلي بداية العشرينيات حيث كانت عبارة
عن أدغال عميقة و سخية بثروة حيوانية نادرة منها أسد الأطلس إلى أن إكتشف فيها أحد
المهندسين الإيطاليين سنة 1922 في جبلها المرتفع فيها بحوالي 1463م عن سطح البحر
معدن الحديد فقام المستعمر الفرنسي بحرق جبلها الممتد على مساحة كبيرة بحريقين مهولين
سنة 1924 و سنة 1926 قام على إثريهما بمد السكة الحديدية و على إثر كل هذا أستحدث
المنجم و جلبت الكهرباء اليه سنة 1927 و أقبم تجمعان سكانيان واحد خاص بالمعمرين
الفرنسيين و المستقدمين.[95]
و حسب المصادر الفرنسية ، فإن المنطقة الشمالية لتبسة (بلدية مرسط كاملة
الصلاحية) 1738 فرنسي مستوطن و 445 اجنبي
يتوزعون عبر كافة المداشر و القرى في حين المنطقة الجنوبية ( بلدية تبسة
المختلطة) ، يقيم بها 1226 فرنسي و
يتوزعون كمايلي :
أ-
منطقة شمال تبسة [96]:
الناحية
|
الجزائريون
|
الفرنسيون
|
جنسيات اخرى
|
دوار قوراي
|
12250
|
-
|
-
|
دوار مرسط
|
12196
|
-
|
-
|
دوار المريج
|
15817
|
9
|
149
|
الونزة
|
3241
|
1174
|
233
|
بوخضرة
|
312
|
211
|
5
|
الكويف
|
3218
|
64
|
58
|
سدراته (Montesquieu)
|
3851
|
64
|
-
|
قرية مرسط
|
501
|
62
|
-
|
لعوينات (Clairefontaine)
|
1056
|
67
|
-
|
بكارية
|
1032
|
-
|
-
|
مدرغين
|
1717
|
60
|
-
|
الناحية
|
الجزائريون
|
الفرنسيون
|
جنسيات اخرى
|
تبسة المدينة
|
18905
|
1152
|
74
|
مشاتي تبسة
|
2600
|
0
|
0
|
ثليجان
|
8012
|
0
|
0
|
بحيرة الارنب
|
8216
|
0
|
0
|
دوار السطح
|
5826
|
0
|
0
|
الشريعة
|
9099
|
0
|
0
|
الماء الابيض
|
3148
|
0
|
0
|
المزرعة
|
10185
|
0
|
0
|
تازبنت
|
7944
|
0
|
0
|
وفي أواخر خمسینیات القرن الماضي، ذكر الضابط
"غیشار" بالقسم الإداري المتخصص
بدوار المریج، والذي كان معظم عمال الكویف منه، بأنه من المؤكد بالأرقام ،
التدهور المفاجئ للمستوى المعیشي للسكان، في بلدة
المریج، منذ حوالي نصف قرن. و
ازداد عدد سكان المریج، بین سنوات 1893 و 1957 ، بحوالي مرتین، في حین
انخفضت القیمة الغذائیة لديهم إلى النصف. وبالتالي، فإن المستوى المعیشي انخفض
بمعدل أربعة أخماس.[98]
كما لاحظ على سكان المنطقة الحدودیة،
استهلاكهم بعض جذور النباتات، وانتشار مرض الكساح بین أطفالهم، والخمول وضعف
مقاومة الجهد لدى البالغین منهم، وكذا ضعف مقاومتهم للأمراض، والعدوى [99].
وفي عام 1938 ، أفاد تقریر إداري صادر عن
"بلدیة تبسة المختلطة"، أن معظم سكان الدواویر الثلاثة عشر لبلدیة تبسة،
كانوا یعیشون تحت الخیام. حیث تم إحصاء 1000
خیمة، یسكنها 62324 شخص . بینما أحصي وجود
1866 كوخ، یسكنها 10.036 شخص بالمنطقة
.
كما اكدت الاحصائيات الفرنسية أن السكان
المسلمين التابعين لبلدية تبسة كانوا رحلا بشكل كبیر، یعیشون في الخیام. فتسعة
أعشار تلك القبائل كانوا بهذا الشكل. و الأكواخ و الخیام، كانت إلى غایة
الاستقلال، المسكن المميز للجزائریین في المنطقة فضاء بحثنا. وفي أوت 1945 ، أشارت
إحدى الوثائق الإداریة الاستعمارية الصادرة في شهر اوت 1945 ، إلى أن عدد قاطني
مركز الونزة، وبوخضرة یقدر بحوالي: 293 بیت أوربي، و 1177 بیت أھلي، و ان الاهالي
كنت بيوتهم تبنى من الطين الممزوج بالتبن و هي نفس الملاحظة التي سجلها بيار كاستل
في كتابه حوز تبسة في بداية القرن العشرين
وذكرت أن عدد الموظفين بهما بلغ 1500 عامل .[100]
حسب بيار كاستل فإنه في سنة 1861كانت هناك اربع مدارس بحوز تبسة ، واحدة
بتبسة و الثانية بمنطقة اولاد سيدي يحي ، و اثنتان بمنطقة النمامشة متخصصة في
تعليم القرآن و حلقات الذكر و انها تعتمد علي ما تقدمه زاوية نفطة التونسية و التي
تمثل قبلة لارسال الابناء التعليم العربي في هذه النواحي ، و تتسابق الاعراش في
ارسال الابناء إليها.[101]
و عرفت تبسة حركة ثقافية علي غرار المدن الجزائرية مع بداية القرن العشرين
بتأسيس الجمعيات و النوادي الثقافية و التربوية و من هذه النماذج حسب ما توفر من مراجع
:
1/ الجمعية الصادقية الخيرية الاسلامية :تأسست سنة 1913 و و أنشأت اول مدرسة للتعليم العربي الاسلامي الحر في
الجزائر من طرف المناضل عباس بن حمانة و الشيخ على العنق الميزابي .[102]
2/ نادي الشبان المسلمين : تم تأسيسه سنة 1937 [103].
و الذي ضم نخبة من رواد الفكر الاصلاحي بمنطقة تبسة ، أمثال إبراهيم مزهودي و محمد
الشبوكي و العيد مطروح[104]
و عيسى سلطاني[105] و إبراهيم روابحية و
الشاذلي المكي و حامد روابحية ، و الصادق بوذراع و مسعود صخري ، و كان مقصدا لشيوخ
الاعراش في كل اسبوع و وصف مالك بن نبي ذلك ، " فالتبسيون كانوا
يجتمعون فيه في الظروف التي تهم الناس جميعا و كان رجال القبائل يترددون عليه أيضا
حين يؤمون سوق المدينة ، يحملون معهم الافكار التى ينشرونها ، ليبذروها في
الدواوير خلال سهرات تحت الخيم"[106].و
يمثل امتداد لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين و تم تجديد مكتبه في سنة 1952،
حيث تم انتخاب الشيخ العيد مطروح ريس له و نائبه عيسى سلطاني [107]
2/ جمعية
الوتر الجزائري :تم تأسيسها سنة 1938
من طرف جمعية العلماء المسلمين بتبسة و هي فرقة موسيقية فنية مقرها نادي الشبان
المسلمين ، وأحيت العديد من المناسبات الدينية و الفكرية ، بهدف مواجهة حلقات
الرقص الاوربية و التى استقطبت عدد من سكان مدينة تبسة [108].
و بهذه الوسيلة توسع النشاط الاصلاحي باستخدام الوسائل الترفيهية لزيادة الوعي
المعارض للثقافة الاستعمارية [109]
.
و عبر مالك بن نبي عن
مقاومة المجتمع الجزائري بمنطقة تبسة في مذكرات شاهد عن القرن " لقد نجحت
تبسة بنسبة كبيرة من تسلط الواقع الاستعماري الذي سيسمى فيما بعد الحضور الفرنسي ،
وهذا ناتج عن طبيعة المنطقة ، فكانت تشكل نوعا من الدفاع الذاتي ضد
الاوربيين"[110].
و ساهمت جمعية العلماء
و حركة الانتصار بعد الحرب العالمية الثانية في تأسيس عدة مدارس للتعليم العربي
الاسلامي و شهدت تنافس قوي بينهما حسبما تشير اليه التقارير الامنية الاستعمارية ،
فنجد أن جمعية العلماء تحالفت مع الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري في احتواء
قبيلة النمامشة و اولاد سيدي عبيد في توجيه ابنائها الي مدارس الجمعية في كل من
تبسة ( مدرسة تهذيب البنين و البنات) لكون الشيخ العربي التبسي منها و مدرسة
الحياة بالشريعة ومدرسة بئر العاتر و
واصبحت بحلول سنة 1953 لجمعية العلماء 9 مدارس بمنطقة تبسة (ونزة و الكويف و
لعوينات و اكس ) ، في حين أسست حركة الانتصار مدرسة الهداية بمدينة تبسة سنة 1947 و كانت تنافس مدرسة
التهذيب التابعة لجمعية العلماء .
5.النشاط السياسي للحركة الوطنية في تبسة قبل اندلاع الثورة :
يعود بداية النشاط السياسي للحركة الوطنية بتبسة إلي ما بعد الحرب العالمية
الاولي ، وبظهور شخصية عباس بن حمانة الذي تلقى
تعليمه في الشرق و خاض انتخابات 1914 كمستقل ،منافسا لإبن علاوة الذي يعتبر من
انصار الادارة الاستعمارية [111].و قد سافر إلي باريس و قدم للحكومة الفرنسية بعض المطالب
السياسية التي تعانيها المنطقة ، و صار بن حمانة يوازي بن رحال في
الغرب الجزائري[112].و اشار تقرير امني رفع الي الجنرال فالان محافظ عمالة قسنطينة ، إلي أن
حزب الشعب الجزائري أسس خلال الفترة من نهاية 1937 و إلي مطلع 1939 خلايا هامة في
مناطق مختلفة من شرق البلاد منها واحدة بمدينة تبسة .[113]
و عاشت تبسة مظاهرات 8 ماي 1945 ، حيث
تولى الشيخ حامد ورابحية نقل المناشير المتعلقة بالأحداث إلي كل من سوق اهراس و
خنشلة و تبسة ، و أشرف علي المسيرة بمدينة تبسة ، حيث تناول الكلمة الشيخ البشير
جدري ، أخو الشيخ العربي التبسي، و تخللت المسيرة مشادات مع الشرطة الفرنسية .[114]
و حسب شهادة الطاهر الزبيري ،" فإن المعمرين في وادي الكباريت خرجوا للاحتفال
بنهاية الحرب العالمية الثانية و خرج الجزائريون بدورهم معتقدين ان فرنسا ستمنحهم
حق تقرير المصير ، فحملوا العلم الجزائري و رفعوا شعارات منادية باستقلال الجزائر
، وصاحوا بالفرنسية "حرروا مصالي"، و لم تكن حينها نشعر بخطورة هذا
الامر و مدى تأثيره علي الفرنسيين الا عندما تقدم المعمرون مدعمين بالشرطة البلدية
و هجموا علي المتظاهرين بالضرب ، و فرقوا ذلك التجمع الذي ضم 200 متظاهرَا ، كما
طالبوا بتعزيزات الدرك الفرنسي من مدينة لعوينات .وطالت الاعتقالات شقيقي بلقاسم و
الطيب كنوش ، المناضلين في حزب الشعب ".[115]
و عاشت منطقة تبسة سنة 1947 احداث دوار السطح بجنوب قنتيس و سببها جندي فار
من الجيش الفرنسي من عرش اولاد العيساوي.[116]
و المدعو عبيد عبيد[117]
و الذي اعلن التمرد و التحصن في صفوح الجبل الابيض و الجرف و كان ذلك من العوامل
التي ساهمت في فرار عشرات الشباب الرافضين للخدمة العسكرية الاجبارية و الالتحاق
بهذه الموقع الجبلية الحصينة و مهدت لظهور القابلية للتمرد و الثورة ضد الاستعمار .
و نشطت الحياة السياسية بتبسة مع نهاية الاربعينات خاصة بمدينة تبسة و
منطقة الشمال ن في حين المناطق الجنوبية
من بلاد النمامشة كانت تعاني من عزلة سياسية شبه تامة باستثناء ما كان يقوم به
الشيخ العربي التبسي من زيارات لشيوخ الاعراش .و تشكلت مكاتب لمعظم الاحزاب
الوطنية بالمدينة ممثلة :
أ-
حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ( حزب الشعب ) : و أبرز قادته المكي الشاذلي خلال الحرب العالمية الثانية
بتبسة و الذي فر إلي مصر عقب احداث 8 ماي 1945، [118]
وحامد روابحية و محمد العمري و مثلت قسمة تبسة المقاطعة الرابعة للحزب بشرق البلاد حيث كانت
تابعة للولاية الاولى ( قسنطينة) ،
وتشكلت من اربع خلايا (مرسط،
الكويف ، تبسة، ونزة) هذه الاخيرة التي اصبحت سنة 1951 تابعة لسوق اهراس [119].بينما
القسم الجنوبي من تبسة ممثلة منطقة النمامشة فكانت تابعة لقسمة خنشلة حتى الثورة
التحريرية. و تمكن الحزب من الفوز ببلدية تبسة سنة 1950[120] ،و تشكلت خلية للحزب في بئر العاتر ،عمارة عباس بن بلقاسم و عضوية
الطيب بن الحاج الطاهر و الذين ينحدرون من منطقة سيدي عبيد بالقرب من الحدود
التونسية ، غير انها تتبع قسمة خنشلة و نصب فارس لحبيب بن محمد كممثل للجبهة
الجزائرية بفقة الاخوين سليماني حمة بن موهوب و صالح ، اضافة لبرهوم الطاهر بم
احمد في جانفي 1953.[121]
ب- جمعية العلماء المسلمين : تأسست اول شعبة لها بتبسة في سنة 1936 تحت اشراف الشيخ العربي التبسي ، غير ان النشاط الفعلي لها محليا ظهر بع الحرب
العالمية الثانية بظهور كوادرها العائدة من الدراسة بجامع الزيتونة باشراف الشيخ
العربي و منهم الشيخ العيد مطروح و عيسى سلطاني و مصطفي زمورلي و مسعود صخري و
محمد الشبوكي و عبدالله حمودي و الصادق بوذراع و مبروك شريط و عبدالله شريط و قامت
هذه النخب بنشاط فعال عبر المشاتي و المراكز الحظرية سنوات الخمسينات بتأسيس مدراس
للتعليم العربي في كل من الونزة و الشريعة و بئر العاتر [122].
ت- الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري: تاسس مكتب هذا الحزب في نهاية سنة 1948 بمدينة تبسة و ابرز نشطائه
ث- الحزب الشيوعي الجزائري : تشكلت خلايا الحزب بتبسة بالمنطقة الشمالية لدي عمال المناجم من اصول
جزائرية و عمال سكة الحديد المارة بالمنطقة و كان اول مكتب بالمدينة ، شكله صبية محمد و صالحي احمد و النقريشي أحمد.
و كان المناضلون ببلدية تبسة المختلطة
يتوزعون حسب ما ورد في تقرير أمني صادر في 23 اكتوبر 1952 من طرف محافظة الشرطة
لتبسة حول المعلومات المحصل عليها من طرف الاستعلامات العامة في 25 سبتمبر 1952
كمايلي:
· 11 الف مناضل لحركة الانتصار للحريات
الديموقراطية
· 10 الاف مناضل الاتحاد الديموقراطي للبيان
الجزائري
· 600 مناضل الحزب الشيوعي الجزائري
· 2500 مواطن يقدمون الدعم المالي لجمعية
العلماء المسلمين معظمهم ينحدرون من عرش النمامشة حيث النفوذ الروحي للشيخ العربي
التبسي .
يسجل التقرير الدعم السياسي الذي يحظى به
الاتحاد الديموقراطي من طرف جمعية العلماء بتبسة ، كما جاء في التقرير علي أن معظم
المنتسبين لحزب الشعب لا تتجاوز اعمارهم 50 سنة [123].
و حسب نتائج
انتخابات 26 أفريل 1953 حول المجلس البلدي لتبسة يمكن ان نميز حقيقة النشاط
السياسي بتبسة قبل الثورة فمن خلال تقارير الشرطة الاستعمارية بتبسة ، كان ترتيب
الاصوات المعبر عنها كمايلي:
الحزب /اسم القائمة
|
متصدر القائمة
|
عدد الاصوات
|
النسبة
|
حركة الانتصار للحريات الديموقراطية
|
العمري محمد
|
406
|
18.36
|
الاتحاد من اجل الدفاع عن مصالح الشعب(
الاتحاد الديموقراطي)
|
محفوظي صالح
|
245
|
11.08
|
الاتحاد الديموقراطي للدفاع عن مصالح
الحوز( الحزب الشيوعي)
|
احمد نقريشي
|
78
|
3.52
|
قائمة الدفاع عن مصالحا لبلديات (مستقلة)
|
غريب السبتي
|
1449
|
6704
|
وقد لعبت التركيبة القبلية دورا في التوجه العام لسكان المنطقة لممارسة
النشاط السياسي فمنطقة النمامشة عاشت في شبه عزلة سياسية عن وصول الافكار السياسية
و الهياكل الحزبية لاهم مناطقها الحضرية خاصة مدينة الشريعة بحكم ولاء سكانها
الكبير لشيوخ الاعراش و اهل العلم ، كالشيخ العربي التبسي و العيد مطروح و حراث
الطاهر الذين كانوا لهم سطوة لدي سكان عرش النمامشة ، وحتى الذين اصبحوا قيادات
عسكرية بالمنطقة خلال الثورة التحريرية ، كانوا كلهم يجالسون حلقات الشيخ العربي
التبسي او درسوا في احد مدارس الجمعية و منهم القائد شريط لزهر و فرحي ساعي و
سماعلي صالح بن علي و قتال الوردي و عثماني فريد
و عمر البوقصي علي الرغم أنه لم يكن لهم أي إنتماء سياسي قبل الثورة إذا
استثنينا محمود الشريف ، الذي كان مناضلا في الاتحاد الديموقراطي ، في حين نجد
إنتماء الاشخاص للأحزاب كان وقعا معاشا بالمنطقة الشمالية ( بلدية مرسط
و مدينة تبسة ) فمناضلي حزب الشعب و الحزب الشيوعي معظمهم ينحدرون من هذه المناطق
.
هذا و قد عاشت مدينة تبسة قبيل اندلاع الثورة
التحريرية نشاطا سياسيا هاما ، و تجسد في ظهور التحالفات السياسية بين مكاتب
الاحزاب الممثلة بها ، ففي 7 اوت 1951 تشكل فرع الجبهة الجزائرية للدفاع
و احترام الحريات من طرف صبية محمد و بوقصة الزين لعبيدي عن الحزب الشيوعي و لطرش
محمد و بلعيادي عبد القادر عن الاتحاد
الديموقراطي و العمري محمد عن حركة الانتصار للحريات الديموقراطية ، و نظمت عدة
تجمعات كان اهمها ن تجمع شعبي كبير بتبسة في 25 سبتمبر 1951 و بحضور قرابة 1600 مواطن.[124]
و في 26 أفريل 1952 تم تجديد مكتبها بتبسة بدخول جمعية العلماء اليها حيث اصبح
مكتب الجبهة مشكل من :
1. محمد النقريشي رئيس مكتب الحزب الشيوعي بتبسة
2. الشيخ العيد مطروح رئيس شعبة جمعية العلماء بتبسة
3. محمد الهادي ممثل حركة الانتصار
4.
و لطرش محمد عن الاتحاد الديموقراطي[125]
و في 8 مارس 1952
تم تشكيل لجنة الكفاح ضد القمع المكونة من
ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي و حركة الانتصار و الحزب الشيوعي بتبسة و عقدت تجمعا
لها بسينما كازينو وسط المدينة وقدمت
عريضة سياسية ارسلتها إلي الحاكم العام بالجزائر العاصمة و مذكرة بالقمع الذي تعرض
له سكان منطقة السطح بعد حادث الجندي
الفار و الذي سبق و ان أشرنا إليه [126]
و قام عدة شخصيات
وطنية قبل الثورة التحريرية بزيارات إلي مدينة تبسة و نذكر منها حسبما جاء في
تقارير الشرطة الفرنسية لسنوات الخمسينيات و كان اهمها :
1. زيارة رئيس المجلس العام لقسنطينة ، الدكتور بن
جلول في 19 سبتمبر 1950و كان في استقباله عدد من اعيان الاعراش و المدينة و منهم ،
نائب المجلس الوطني الجزائري، جويني محمد و القايد مشري بلقاسم و الاغا عمارة بن
يحي من بجن و القايد احمد شاوش و الشيخ عسول شيخ أولاد سيدي عبيد.
2. زيارة النائب قاضي عبد القادر عضو الجمعية
الوطنية الفرنسية و مستشار بالأمم المتحدة
في 8 أفريل 1951 رفقة وفد مشكل من فاضلي محمد و بن بطوش لحسن من باتنة و كان
في استقباله الباشاغا مشري احمد و الدكتور خالدي عزوز
3. زيارة فرحات عباس في 27 اكتوبر 1951 قادما من
مسكيانة و نشط لقاء مع مكتب حزبه بالمدينة و الذي كان تحت رئاسة بلايلي عبد القادر
و محمود الشريف و الذي سيكون من القيادات العسكرية و السياسية الثورة .
4.
الزيارت المتكررة للشيخ العربي التبسي للمدينة واريافها مقدما الدروس و
الفتاوي و الارشاد في المساجد المنتشرة عبر تراب المنطقة [127]
و قد تشكلت خلايا للمنظمة الخاصة بتبسة ، فحسب
شهادة عمار بن عودة و لعمودي عبد القادر ،
أنه عندما تم تأسيس المنظمة الخاصة سنة 1947 ، وضعت تبسة ضمن القسمة الثالثة
(عنابة) و اسندت قيادتها لعبدالله أزعيبي و احمد فارس بينما منطقة النمامشة و كانت خاضعة لمسؤولية
العربي بن مهيدي[128]
و كان حادثة اكتشاف
المنظمة الخاصة بتبسة (18 مارس 1950) أهم ما عاشته المنطقة قبل اندلاع الثورة ،
فبسبب قيام المناضل عبد القادر خياري و المدعو رحيم بتقديم استقالته من الحزب
كموقف مؤيد لاستقالة حسين لحول ،و حسب شهادة الدكتور دردور فإن عملية تبسة بقيادة
ديدوش مراد جاءت لتأديب المناضل خياري " رحيم " الذي استقال تضامنا مع
الدكتور لمين دباغين بطريقة اشهارية ، بنشر الاستقالة في جريدة " La dépêche de
Constantine " [129] و بدأ يقدح في
مصداقية الحزب و يهدد بافشاء الاسرار التى كانت بحوزته عن المنظمة الخاصة[130]، و قصد تخويفه و تاديبه ارسل العربي بن مهيدي ،
مسؤول التنظيم بعمالة قسنطينة فوج من خمسة افراد للتحقيق وتأديب المناضل المحلي[131]، وهم ( ديدوش مراد
من سكيكدة ، حسين بن زعيم و عمارة بن عودة و عبد الباقي بخوش من عنابة ، و إبراهيم عجامي من وادي زناتي).
[1]- علي سلطاني ، تبسة
مرشد عام للمتحف و المعالم الاثرية ، الوكالة الوطنية للنشر و الاشهار ، الجزائر،
1994 ، ص14 نقلا عن (Gsell (S.), Histoire
ancienne de l'Afrique du nord, T. 1, éd. Hachette, Paris, 1970, p.30.).
[2]-
بيار كاستل ، حوز تبسة ، ترجمة و تقديم وتحقيق الدكتور العربي عقون ، مطبعة بغيجة
حسام ، الجزائر،2010، ص 5 ، و قد استخدم كلمة الاحتلال العربي في النص الاصلي بدل
الفتح الاسلامي، أنظر
[3] - Gabriel Camps, Aux origines
de la Berbérie ,Massinissa ou les débuts de l’histoire, Imprimerie officielle,
Alger 1961, pp.42-43
[4] -
CAGNAT René , Carthage, Timgad, Tébessa et les villes antiques de
l'Afrique du nord , 2ème Édition, Paris H. Laurens, 1912 , p 28.
[5] -
DEBRUGE A. - Le préhistorique dans les environs de Tébessa - Recueil des
Notices et Mémoires de la Société Archéologique de Constantine - Vol. X.LIV -
1910, 1911, p48 pages)
[7]
- شهاب الدين ابي عبدالله ياقوت الحموي الرومي البغدادي ، معجم
البلدان، المجلد الثاني، دار صادر ، بيروت،1397/1988، ص13.
[10] - ناصر
الدين سعيدوني ، ورقات جزائرية، ط1 ، درا الغرب الاسلامي، بيروت، 2000، ص431
[12] - علي
سلطاني ، المرجع السابق ، ص 17
[13] - Georges Robert , Voyage à travers
l'Algérie, notes et croquis, éditeur DENTU, paris ,1891, p 175
[14] -Voir G.G.A , LIMITES ADMINISTRATIVES Région de Constantine,
carte dressée par ordre de : M. Robert Lacoste , Echelle :1/400000 ,cartographe
1957
[15]
- عبد السلام بوشارب، المرجع السابق، ص09.
[16]-
بيار كاستل ، حوز تبسة ، ترجمة و تقديم و تحقيق الدكتور العربي عقون ، مطبعة بغيجة
حسام ، الجزائر، 2010 ، ص 5
[17]
- Jean Callet
(lieutenant-colonel ) ,hiver à Tébessa , Editions Berger Levraut , paris 1959 ,
p29
[19] - Muriel Ruault-Djerrab , Biostratigraphie et Paléoenvironnement du
Crétacé moyen des Hameimats à partir de l'étude de la faune et de la microfaune
- Coupe du Djebel Chemla (Morsott, N.E Algérie), Université de Tébessa
(Algérie) - Magister, spécialité géologie (paléontologie) 2008.p30
[20]
- النمامشة في الكتابات الفرنسية Nememcha
، و في النطق المحلي اللمامشة بحرف اللام المدغمة ، فيقال لموشي نسبة لقبيلة اللمامشة ، وحسب بيار كاستل فإن
الكلمة تعود إلى فترة الوجود العثماني ( التركي حسبه) حيث ان بايات قسنطينة كانوا
يقومون بحملات لتأديب القبيلة الرافضة لتقديم الضرائب و المتمردة عن سلطتهم و عند
ارسال العيون للاستعلام على تجمع القبيلة باستخدام لفض ((ما تلموش )) و منها جاءت
التسمية التى اطلقت عليهم اللمامشة. و هناك تفسير آخر لهذه الكلمة حسبه .و هو ان
القبيلة من اصول وندالية بإسم (Nemsa)
أو (menemsa )
و هي تسمية اطلقت على بقايا الوندال بإقليم تبسة .أنظر:
Feraud Charles, notes sur Tébessa, in revue Africaine, Année18,Novembre
1871,p449 ; Pierre Castel, Tébessa
,histoire et description d’un territoire algérien , tome 2 , Henry paulin,
paris ,1900, pp.38-39
[21]- Blayac
. J , le pays de Nemechas à l'est des
Monts Aurès, (Algérie) , Annales géographie ,V lll , 1899,p 145
[22]- Gustave-Léon
Niox ( Colonel) , 1890, Géographie militaire - Livre
VI – Algérie et Tunisie, Paris, 2e éd, p 59
[23] - Dominique Farale ,La bataille des Monts Nementchas, Algérie
1954-1962, un cas concret de guerre subversive et contre-subversive ,
Paris , 2004,p9
[25] ليود فريدينديل (Lloyd Fredendall)
(1883/1963) قاد الجيش الثاني الامريكي في
اطار عملية الانزال في شمال افريقيا تحت
اسم عملية تورش(Torch)
بين نوفمبر 1942 و جوان 1943 .
[26] Rick Atkinson, Army at
dawn The war in north Africa , liberation Trilogy , New Work ,2002,) voir pp274/322/330/426/427(
[27]
Augustin Bernard , Emile Ficheur , les régions naturelles de l'Algérie ,
Annales géographie ,V 11 , 1902, N60 ,p 435
[31] السطحة موقع منبسط شاسع كان منذ القديم يستخدم
من قبل القبائل الامازيغية كموقع لتجمعهم
في الأفراح و الأفراح ليتسنى لهم اخذ قراراتهم
[32] شهادات مجاهدي
المنطقة الذين شاركوا في احداث الثورة التحريرية و منهم قواسمية الكامل و المدعو
الهامل و براهمية محمد العربي
[33] Dominique
Farale ,La bataille des Monts Némentcha, Algérie 1954-1962, un cas concret de
guerre subversive et contre-subversive
, Paris , 2004 p160
[34] Augustin Bernard,
op.cit. p435.
زيارة الموقع تمت في 17 ماي 2015 علي الساعة
17:44 ، و تم وضع ارقام علي الخريطة لتحديد اسماء الجبال وفقا للخريطة التي تم
وضعها خلال الفترة الاستعمارية خلال فترة الحاكم العام لاكوست سنة 1956
[40]-
مها عيساوي: تبسة عبر العصور، "مجلة التراث"، العدد 09، باتنة، ص32.
[41] Feraud Charles , ibid ,
p442
[43] بيار كاستل ، المرجع
السابق ، ص 58 و 59 و60
[45] أنظر حول الاودية و
الابار بتبسة بيار كاستل ، المرجع السابق
، من ص ،55 و حتي 75 و (Feraud Charles ,
notes sur Tébessa, in Revue Africaine,Né105, Novembre 1874,p 443.446)
[46] الغدير ، تجمع لمياه
الامطار او الادوية ، و العقلات ، مفرد عقلة فهي منطقة تتوفر علي بئر يتم ربط بها
الجمال و قطعان الماشية
[47] يتوفر ارشيف (ANOM)
علي كتاب بعنوان ( note historique sur Tébessa )
بدون مؤلف (
ANOM, 3H1 dossier No 13 division de Constantine/cercle de Tébessa 1863) .
[49] جمال بدري، أضواء على الحضارة العاتريّة،
دار هومة للطّباعة والنّشروالتّوزيع ،الجزائر، 2011 ، ص
21
[50] الحروب البونية او
البونيقية نسبة للكلمة الاغريقية (punic)
و أندلعت بين قرطاجة و روما للسيطرة علي مناطق البلاد الافريقية ، الحرالاولى شملت
غزو اسبانيا من طرف حنبعل و الثانية حرب ماسينينسا و الثالثة سقوط قرطاجة.
[52] بيار كاستل ، المرجع
السابق، ص 135 ، و بالرجوع للمؤرخ الالماني مومسن في كتابه تاريخ روما نجد ان حملة
القائد القرطاجي حانون علي مدينة تيفست (تبسة) هي حركة انتقامية من قبل قرطاجة علي
دعم سكان الاقليم لثورة الجند الماجورين ، انظر (Theodore Momsen,history of
Rome, Charles Scribner,New-Work, 1870, p342) ، نسخة من الكتاب موجودة بمكتبة الشيخ العربي التبسي بمدينة تبسة
قدمته السفارة الامريكية هدية سنة 1964 و مختومة باسمها .
[54] الفيلق الثالث الأغسطي بمثابة العمود الفقري
للجيش الروماني الإفريقي. هو فيلق ضخم تعداده ما يقارب خمسة آلاف من المشاة من بين
المتألّقين في الجند الرومان.
[56] وهو عبارة عن سد أمني منيع و حصون وقلاع
وخنادق ومراكز المراقبة للسيطرة على إفريقيا الشمالية والتحكم في مواردها
الاقتصادية، وهذا الخط يمتد طولا بين الساحل المتوسطي وحدود التراب الصحراوي
جنوبا. أما عرضا فيمتد الخط من طرابلس مرورا بالبحيرات التونسية ثم السفوح
الجنوبية لجبال النمامشة ب حصن أدماجوريس بنقرين
و جبال الأوراس، و يمر ببسكرة جنوبا، ثم يجتاز ناحية بوسعادة حتى نهر وادي
شلف. وبعد ذلك يقطع منطقة تلمسان ومغنية. ويعبر إلي الحدود المغربية مرورا بتازة
ومنعرجا بمدينتي وليلي وطنجة حتى يصل إلى جنوب الرباط.
[57] بيار كاستل ، المرجع
السابق، ص137
[61] Antoine. Héron de Villefosse, ibid , p11
[62] هناك وادي يقع بين
جبل ام الكماكم و جبل العنق يتجه صوب
نقرين يطلق عليه وادي الكاهنة ويقع بئر
الكاهنة بالقرب من بئر العاتر شرقا حيث يعتقد بكونه قبر الملكة الكاهنة.
[63] Yassir
Benhima et Pierre Guichard , Le monde rural dans l'Occident musulman médiéval ,
De la tribu à la ville : un essai d’approche “régressive” de l’histoire du
peuplement de la région de Tébessa , Revue des mondes musulmans et de la
Méditerranée , 126 | novembre 2009,p17
[64] هناك فرع من اولاد
يحي بن طالب مازال يحمل اسم عرس المخازنية و ربما هم من شكلوا فرسان المخزن بمنطقة
تبسة خلال فترة الإدارة العثمانية
في حين ذكر ناصر الدين سعيدوني ان
الحامية مؤلفة من 140 انكشاري ، ورقات جزائرية ، ص 438
[66] ناصر الدين سعيدوني ، المرجع السابق ، ص 438
و كذلك ، محمد العربي الزبيري: التجارة الخارجية
للشرق ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر ،د ت ،ص 27.
[72] يؤكد ابو القاسم سعدالله ان نقرييه دخل تبسة
في نهاية شهر ماي 1841، أنظر الحركة الوطنية الجزائرية ، ج1 ، ج1 ، دار الغرب
الاسلامي، بيروت لبنان، 1992 ،ص 287
[76] بيار كاستل ، المرجع
السابق ،ص 186، بنفس المكان نفذ القائد شريط لزهر كمين للقوات الفرنسية بعد 110
سنة في افريل 1955( أنظر محمد زروال ص،
136-137 )
[78] بيار كاستل ، المرجع
السابق ، ص189 ، غير أن الرجوع للخريطة المحفوظة بأرشيف اكس نجد ان مترجم الكتاب
وقع في اخطاء لفظية في نقل الاسماء للعربية فتم تصويب الاخطاء وفقا لنطقها المحلي
كما وردت في الخريطة ، انظر الملاحق ( خريطة الحملة علي تبسة (مارس 1846)
[79]Pierre
Castel ,Tébessa , histoire et description d'un territoire algérien ,T2, Henry
Paulin,Paris,ND, p240
[82] Colette Establet , Administration et tribu chez les
Némencha (Algérie) au XIXe siècle In, Revue de l'Occident musulman et de la
Méditerranée, N°45, 1987. pp. 25-40
[84] اطلق بيار كاستل
صاحب كتاب حوز تبسة اسم انتفاضة اولاد خليفة حتي يحصرها في عرش معين غير ان
المراسلات المحفوظة بارشيف اكس تؤكد ناصر بن شهرة و محي الدين بن الامير عبد
القادر الجزائري راسل كل اعراش النمامشة بفروعهم الثلاث –اليرارشة و العلاونة و
اولاد رشاش بما فيهم عرش ولاد سيدي عبيد غير اللموشي ( انظر الملاحق ) كما ان القرار الحكومي 31
مارس 1871 يحدد 11 قيبلة من النمامشة مستها مصادرة الاراضي و يعترف بذلك في ص، 259
من كتابه ( المرجع السابق)
[85] شلالي عبد الوهاب ،
المرجع السابق ، ص 61
[88] شلالي عبد الوهاب ،
المرجع السابق ، ص 61
[91]
Julien Benedetti, Sous-préfecture de Tébessa
,1955-1962, sous la direction d'André Brochier , université d'AIX-EN-PROVENCE ,
2006, p.12
[92]
GUICHARD
(Pierre), "Problèmes ruraux en Algérie", mémoire présenté à
l'institut d'études politiques de Lyon, 1962, document dactylographie, pp.
13-16.
[95] عبد الوهاب شلالي ،
دور عمال المناجم بتبسة خلال الثروة التحريرية ، المرجع السابق، ص 49 ن وقد اشار
مالك بن نبي في مذكرات شاهد علي القرن إلي وقوع حرائق مماثلة بتبسة سنة 1912 دمرت
مساحات شاسعة من الغابات المحيطة بالمدينة و أدت إلي تردي الاوضاع الاقتصادية للعائلات
التبسية، ص 26
[96] لمياء بوقريوة ،
اللاجئون الجزائريون في تونس ،إبان الثورة الحريرية 1954/1962 ، دراسة نقدية من
خلال الارشيف الفرنسي، مجلة كان التاريخية، السنة الخامسة ،العدد 16، يونيو 2012
،ص26 ( تم تصحيح اسماء القرى و الدواوير لكون الباحثة اعتمدت الترجمة الحرفية من
المصدر الفرنسي، والمتمثل في
[97] لمياء بوقريوة ،
اللاجئون الجزائريون في تونس ،إبان الثورة الحريرية 1954/1962 ، دراسة نقدية من
خلال الارشيف الفرنسي، مجلة كان التاريخية، السنة الخامسة ،العدد 16، يونيو 2012
،ص26 ، و نلاحظ ان
الباحثة اسقطت مدينة الحمامات (Youks-La-Bains)
علي الرغم من عدد سكانها كان يتجاوز 200نسمة و 49 فرنسي
[101] بيار كاستل ، المرجع
الاسبق ، ص167
[102] أحمد عيساوي ، الشيخ
الشبوكي شاعر الثورة الجزائرية الثائر، حياته و منهجه الاصلاحي ، دار الهدى ، عين
مليلة ، 2008، ص 54
[104] الشيخ العيد مطروح.
(1919/1993) ولد بمنطقة تازبنت بتبسة
و تلقى تعليمه الديني بزاوية نفطة
بتونس و اكمل تعليمه بجامع الزيتونة سنة 1936 ، شغل مدرسا بمدرسة تهذيب البنين
بتبسة حتى إغلاقها من طرف الادارة الاستعمارية سنة 1955 ، أعتقل سنة 1957 الجزائر
العاصمة حتى الاستقلال ، توفي في بتبسة .
[105] ولد الشيخ عيسى سلطاني
بتبسة سنة 1910 و درس بجامع الزيتونة بتونس، حيث نال شهادة التحصيل ، و بدأ ممارسة
مهنة التعليم بمدرسة تهذيب البين و البنات
بتبسة في نهاية الحرب العالمية و وانخرط
في صفوف الثورة و كان ملازما للقائد شريط لزهر بتونس ، توفي سنة 1994 بتبسة
[108] عيساوي أحمد ، الشيخ
الشبوكي شاعر الثورة الجزائرية الثائر، حياته و منهجه الاصلاحي، دار الهدى ، عين
مليلة، 2013.ص 30
[116]
FR ANOM, 9363/4F/3 dossiers No 6 (affaires Stah –sud Tébessa/1947)
[117] عبيد عبيد من مواليد
1917 بدوار السطح و من عرش الشيخ العربي التبسي ، فر من التجنيد الاجباري سنة
1947 و ظل متخفيا بجبال النمامشة ، بهاجم
اعوان الإدارة الاستعمارية حتى القاء القبض عليه سنة 1951 و حكمت عليه المحكمة العسكرية
بقسنطينة بالأشغال الشاقة ، ليطلق صراحه عند الاستقلال .
[118] FR
ANOM 9336/21, Surveillance du PPA/MTLD dans la commune de Tébessa plein
exercice (1945-1955(.No 7/S/C11/B5 le 13 janvier 1952 عبارة
عن تقرير عن الطلبة الجزائريين من تبسة بالزويتونة و فيه تم تحديد ملاحظة ان
الشاذل المكي فر نحو القاهرة بعد احداث 1945
[119] FR
ANOM 9336/21, Surveillance du MTLD dans la commune de Tébessa plein exercice
(1946-1955).Surveillance du MTLD dans la commune de Morsott (1948-1954).
[122] جريدة البصائر، العدد 201 ليوم الاثنين
25 ذي الحجة و الموافق لـ15 سبتمبر 1952 ، ص 7 ( مقال حول تاسيس شعبة جمعية
العلماء تبسة)
[124] FR ANOM
9336/1, Rapport sur la situation politique à Tébessa 1946/1954 ( dossier No 4 rapport NoCLC2-105)
[126] FR ANOM
9336/54 , Rapport sur la situation politique à Tébessa 1946/1954 ( dossier No 4
rapport NoCLC2-B2)( انظر الملاحق )
[131]
Mahfoud Kaddache, Histoire du Nationalisme Algérien1939/1951 ,tome 2, EDIF
réghaia,2000,p.793